یرى مراقبون أن محاولات الاغتیال فی السعودیة مثل محاولة اغتیال أمیر المنطقة الشرقیة، سعود بن نایف بن عبدالعزیز، وما حدث أخیراً من إطلاق الرصاص على بعض أهالی منطقة الإحساء لیلة العاشر من محرم الحرام؛ کل هذه العملیات یدیرها جناح استخباراتی تابع للإدارة السعودیة.
وتساءل الکاتب محمد معین المصری فی مقال له بصحیفة الأخبار اللبنانیة: "هل تعرضت السعودیة حقاً لأضرار من قبل هذه الجماعة؟ ومن هم المستفیدون من تنفیذ مثل هذه العملیات؟".
وأشار إلى تعاون جهاز الاستخبارات السعودی لتقویة الجماعات المتطرفة، وخاصة بعد ما یُعرف بالربیع العربی، وإرسالها إلى بعض دول المنطقة.
وتحدّث معین المصری عن تقسیم إقلیمی للأدوار بین کل من السعودیة وترکیا وقطر.
ولفت إلى أنه رغم وضع السعودیة داعش فی قائمة الإرهاب، إلا أن وسائل إعلام السعودیة، وکما یُلاحظ متابعون، تناولت القضیة من ضرورة معرفة الأشخاص الذین هیّأوا الأرض الخصبة لظهور مثل هذه الجماعة، متهمةً فکر الإخوان المسلمین بذلک.
وأوضح أن المملکة غیّرت سیاستها ظاهریاً بعد اتساع خطر داعش، وإجماع العالم على محاربة هذا التنظیم، ولکن الریاض لم تستطع أن تواجه الرأی العام فی المملکة الداعم لتنظیم داعش.
وتوقف الکاتب عند حادثة الأحساء، وإعلان وزارة الداخلیة ارتباط القاعدة وداعش بها ، ولکنه یتساءل ما إذا کان التنظیم الذی یعمل برعایة الاستخبارات السعودیة یمکن أن ینقلب على مصالح السعودیة؟ وکیف یمکن لـ"القاعدة" أن تقنع الرأی العام ومؤیدیها فی السعودیة؟
وتبنى الکاتب نظریة وجود أیاد استخباریة فی عملیات الاغتیال فی المملکة، وأشار إلى أن السلطة شارکت فی جنازة شهداء الأحساء وأمّنتها لمنع العملیات الانتقامیة التی یمکن أن یقوم بها أهالی المنطقة الشرقیة، بحسب الکاتب، الذی یذهب إلى أن الریاض نجحت فی إعادة تقدیم نفسها کبلد مکافح للإرهاب، وذلک من خلال الدعایة التی شنتها لإدانة تنظیم القاعدة بعد حادثة الأحساء، والمشارکة فی التحالف ضد داعش.
ورأى "المصری" بأن السلطات أرادت إرسال رسالتین من وراء ذلک: داخلیاً حاولت أن تتظاهر بأن "القاعدة" جماعة تنسب إلى "الإخوان" المسلمین ویجب القضاء علیها، أما على الصعید الخارجی فقد حاولت التظاهر بعدم وجود دافع لدیها للوقوف إلى جانب تنظیم القاعدة، وأنها على استعداد للتضحیة به، وقد جاء ذلک محاولة منها لإعادة تنظیم علاقتها مع الولایات المتحدة الأمیرکیة، بحسب الکاتب.