أشار السید علی فضل الله الى ان فلسطین یُراد لقضیّتها أن ترسو على شاطئ التسویات الظالمة، ومسؤولیة الشعوب أن تُبقی هذه القضیة حیة فی الوجدان، ومتحرکة فی الموقف والعمل لأن هذه القضیّة مرتبطة بمبادئنا الشرعیة والأخلاقیّة".
واضاف "إذا تنازلنا عنها، فإننا بذلک نتنازل عن شیءٍ من إیماننا، وإذا فرضت موازین القوى تهمیش هذه القضیة لمصلحة قضایا أخرى تضر بوحدة الامة ومصالحها، فإنّ نسبة القوى لن تبقى على ما هی علیه، لاسیما عندما نعمل فی حجم الزمن؛ لأنّ مثل هذه القضایا لا یُقاس بحجم اللحظة، وإنّما بحجم التحدّی الذی یضغط على الحاضر والمستقبل، وعلینا – فی هذا المجال - أن لا ننسى قول الله تعالى: (وتلک الأیّام نداولها بین الناس)، وقول الله تعالى: (قل اللهمّ مالک الملک تؤتی الملک من تشاءُ وتنزع الملک ممّن تشاء وتعزّ من تشاءُ وتذلُّ من تشاءُ بیدک الخیر إنّک على کلّ شیءٍ قدیر.
وأضاف فضل الله فی خطبة الجمعة "تکثر فی هذه الحقبة الزمنیة اللقاءات والمؤتمرات التی تحاول أن تواجه ظاهرة التطرف والإجرام باسم الدین، وفی قناعاتنا أن الصراعات السیاسیة، ومصالح الدول الکبرى هی التی لعبت دورًا کبیراً فی تفاقم هذه الظاهرة مستفیدة من مقولات متطرفة بعیدة عن صفاء الإسلام وقیمه الإنسانیة لمصلحة الفوضى والتهدیم ومصادرة مستقبل عالمنا العربی والإسلامی، ومما یثیر الالم وبناء على الوقائع فإنّ التطرّف بات جزءا من مجتمعنا، وهو یتغذّى على الأزمات التاریخیة المتراکمة، والتی لم نتحمّل مسؤولیّة التفکیر فی خطورتها، ولا یزال الکثیرون منّا غارقین فی معالجات جزئیة هنا وهناک".
وقال: "من الهم الذی بلینا به فی لبنان – إلى جانب الهم الأمنی – هم الغذاء السلیم، حتّى بات الإنسان مهدّدًا فی صحّته وسلامته، ولکن المعالجات لا ینبغی أن تقتصر على جهد هذا المسؤول أو ذاک، وإنّما ینبغی على الشعب أن یتحمل مسؤولیاته، فی أن یفرض الإصلاح الشامل الذی یحاسب علیه المسؤولین، لأنّ فساد الغذاء جزءٌ من الفساد العام فی هذا البلد، والذی تحوّلت فیه السیاسة إلى سیاسة التلاعب بمصیر الناس، ولقمة عیشهم، وسلامة أمنهم؛ والتی طاولت جزءا من مواردهم بعد الفضیحة الجدیدة فی الملف العقاری حیث شهدنا کیف تنهب اموال الدولة وحقوق الناس لذا نریده اصلاحا شاملا ومستمرا فالإصلاح لا یتحقق بلحظة أو بإرادة مسؤولٍ فحسب، وإنّما المطلوب أن یتحوّل الإصلاح إلى نظام یستمرّ وإلى قانون ینفذ بصرف النظر عن طبیعة السلطة وهذه مسؤولیّة الشعب، فی أن یحترم نفسه ویقوم بمسؤولیاته، ویتصرف باعتباره الأصل فی کلّ السلطات التی تعلو وترتفع بمقدار ما تخدمه أکثر".