رأى العلامة الشیخ عفیف النابلسی ان "الأزمة العامة التی یعانی منها الشعب اللبنانی لا ترتبط بالتناقضات السیاسیة القائمة فحسب، وإنما بعدم الانسجام البنیوی بین مختلف المکونات والمؤسسات الوطنیة، حتى یمکن القول إننا فی لحظة انکفاء مصیریة بعدما ولجت الولاءات الحزبیة والمذهبیة على حساب الولاءات الإنسانیة والمشاعر الوطنیة".
وشدد خلال خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء فی صیدا، على انه "لا بد من إدماج ظاهرة الإرهاب ضمن مجموع المآزق التی تحلُّ بالبلد، وطبیعة مقاربة الملف الأمنی الذی تتحمل القوى السیاسیة مسؤولیة کبیرة فی جعل البلد ساحة للتیارات التکفیریة ومشاریعها التدمیریة. فلم نجد حتى الساعة وبنتیجة الأوضاع الخطیرة التی حصلت فی طرابلس وصیدا وعکار والبقاع إطاراً قیادیاً یؤمِّن بشکل فعلی دعماً لمؤسسة الجیش فی مواجهة الإرهاب بکل تلاوینه وفصائله. لقد غرقت القیادة السیاسیة بنقاشات لا طائل منها، وبتفصیلات هامشیة وفّرت للجماعات المتشددة فرصة المبادرة والمباغتة بل وتعطیل البلد".
واعتبر ان "عدم التطابق بین الرؤیة السیاسیة والعسکریة یحمِّل الجیش أعباءً باهظة من ضباطه وجنوده ویمکّن الإرهابیین من فرض شروطهم على الدولة"، لافتا إلى ان "الکمین الذی وقع به أفراد من الجیش اللبنانی فی رأس بعلبک دلیل على ما تعانی منه السلطة السیاسیة من تخبط، متجاهلة خطورة الوضع المیدانی الذی یحتاج إلى سلاح على الأرض لا سلاح على الورق".