أشار العلامة السید علی فضل الله إلى انه "فی الوقت الَّذی نلحظ بعض الیقظة من الدول الأوروبیَّة، حیث صوَّتت مؤخّراً برلمانات بعض دول الاتحاد الأوروبیّ على حقّ الفلسطینیین بدولة، فإنَّنا نرى أنّ هذه الخطوة، وحتى تؤتی ثمارها، لا بدّ من أن یتبعها الضَّغط الفعلیّ والجدّیّ على الکیان الصّهیونیّ، للاستجابة لمطالب الشَّعب الفلسطینیّ، وحقّه فی العیش الکریم، والعودة إلى أرضه، وعدم الاکتفاء بالتّمنیّات".
وأوضح فی خطبة الجمعة إلى انه "فی ظلّ التَّجاذب الَّذی یحصل فی مجلس الأمن، حول طلب السّلطة الفلسطینیَّة إنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطین ضمن حدود عام 67، وفی ظلّ الضَّغط الَّذی یمارس على هذه السّلطة کی تتراجع عن طلبها، ورغم أهمیة هذا الطلب على المستوى المعنوی، فإننا نخشى أنَّ ذلک لن ینتج شیئاً على مستوى الواقع، وسیکون حاله کحال الکثیر من القرارات الدولیَّة التی وُضِعَت فی أدراج الأمم المتحدة، فلم یأخذ الشَّعب الفلسطینی حقوقه یوماً إلا بسواعد مجاهدیه، ولن یُعطى حقوقه کلّها إلا بذلک".
وتمنى على اللبنانیین "أن یعالجوا مشاکلهم بأنفسهم، فهم لن یقدّموا حلولاً قبل انقشاع الصّورة على المستوى الإقلیمیّ والدّولی، والّتی قد لا تکون قریبة"، داعیا اللبنانیین مجدداً إلى "تحمّل مسؤولیاتهم تجاه وطنهم، وعدم ترکه عرضةً للریاح العاتیة، ونحن نعتقد أنهم قادرون على حلّ مشاکلهم إن أرادوا، أو التخفیف منها، أو التقلیل من تداعیاتها".
ودعا إلى "الاستعجال فی اللقاءات الحواریَّة المرتقبة على مختلف المستویات، على أن تکون لقاءات جادّة ومثمرة، هدفها صیانة هذا البلد وحفظه، وتثبیت الاستقرار فیه، وتحریک عجلة مؤسَّساته کافة، والتعاون لمعالجة الملفّات الکثیرة العالقة، والَّتی لا یمکن أن تُعالج بهذا الترهّل الّذی لا یزال یعانیه الواقع السیاسی، والذی کان أبرز تجلیاته فی معالجة أزمة المخطوفین العسکریین، بکلّ تداعیاتها الإنسانیّة والأمنیّة".