سأل سماحة العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا، "لماذا لیس لدینا إمکانات الانبعاث وخلق واقع جدید یقضی على هذا الترهل والفساد الذی یضرب معظم مؤسسات الدولة. نحن منذ الطائف لا نزال نأمل أن تتحسن الظروف السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة لکن عند کل منعطف یکاد الوطن یصل إلى النهایة. إنه لأمر مرعب أنّ الشعب اللبنانی حتى الساعة یتخبط فی ضباب الخلافات والانقسامات ، إذ لیس ثمة مستقبل یمکن توقعه یحمل إیقاعاً جمیلاً ینتهی معه هذا الإحباط والفشل المزمن".
واشار الى ان لبنان الرسالة لم یعد یتمتع بتلک المیزة التفاضلیة. الصمیم منه صار متآکلاً. کینونته الحضاریة مصابة بالعطب. الجماعات داخله تعانی من صعوبة فی الاندماج الوطنی. وکلنا الیوم یشاهد ما یحصل فی سوریا والیمن والعراق ولیبیا وبقیة البلدان العربیة من تهّشم کیانی ، وخلل ثقافی ، وتمزق اجتماعی. فَمَن یشفینا من سرطان الانقسامات، ومن یحمینا من وحش الإرهاب والتکفیر ، ومن یعید إحیاء هذاالوطن وأوطاننا الأخرى بماء المحبة والأخوة لکی یستمر الشرق ملاذاً ورسالة وضوءً فی عتمة وظلام هذا العالم؟.
واضاف ان هذا الکلام یجب أن یرغمنا على تبدیل وسائل إدراکنا، یجب أن یدفعنا لنعید النظر فی قوانین فهمنا للعلاقات والأولویات، أن یحدد لنا مسعانا فی ضوء کل التحولات والمتغیرات الضخمة. ولفت الى إن کل أولئک الذین یسکنون فی هذا الوطن مسؤولون حین نقترب من حضیض الفتن أو حین ندنو من وهج الإنسانیة الکاملة .